تقرير عن حملة "نزهر للنحل" كيف يفكرون بأمريكا


ترجمة مهندس زراعي أحمد أبو ذكاء

تحتاج خلية النحل لغذا متوازن كي تستطيع الإستمرار والإزدهار ، وهو ما يتعذر نتيجة للإتجاه العام لزراعة مساحات خضراء غير مزهرة أو زراعة محاصيل أزهارها غير مفيدة للنحل ، أو للزحف العمراني الذي يقضي على المساحة المزروعة من الأساس .
كل هذا يصعب من مهمة الشغالات في إيجاد مصادر الغذاء المتنوع التي تحتاجه خليتها ، وهو ما يضعف الخلايا ويجعلها عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة ، ولحل تلك المشكلة دعا برنامج " الرعاية بالنحل بأمريكا الشمالية " المنظمات والأفراد المهتمين بشئون النحل للمساعدة في توفير مصادر الغذاء المناسبة للنحل من أزهار تمد النحل بالرحيق وحبوب اللحاق اللازمة لها .

ولكي تكون تحرك المنظمة سليم كان يجب عليها أن تعي أن خلية النحل تحتاج لـ 70 كيلو جرام في العام ، ولكي يستطيع تحقيق هذا الإنتاج يجب عليها أن تمتص ثلاثة أضعاف هذا الحجم من الرحيق من أزهار متنوعة ، أي ما يوازي 200 كيلو جرام رحيق تقريباً وهو ما يحتاج لستة ملايين زهرة ، وكما ذكرنا سابقاً إذا لم تجد الشغالات هذا العدد من الأزهار سيتسبب في صعف الخلية التابعة لها وإصابتها بالأمراض .
ويقول الدكتور " بيكر لانغر" مدير برنامج "الرعاية بالنحل بأمريكا الشمالية"  إنه طلب كثيراً من المهتمين بالنحل بأمريكا الشمالية ، التحرك لإنقاذ النحل ومساعدته وتفير مصادر الغذاء المتنوعة له ، وجاءت إطلاق حملة "إطعام النحل بمارس 2015 " ، وكان المستهدف زراعة 50 مليون زهرة جذابة للنحل في غضون عام ، من أجل توفير "العلف" المناسب له .

وقد نجحت الحملة التي أطلقها البرنامج في تجميع 200,000 متطوع في غضون أحدى عشرة أسبوعاً ، حيث وجد أنصار النحل الأمريكي الفرصة لمد يد العون للنحل ،  بعد أن وفر البرنامج حزمة من بذور الزهور البرية مجاناً  ، يستطيع أن يختار المتطوع من بين أكثر من ألف زهرة أيهما يفضل زراعته ، وكل ما عليه وقتها أن يطلبها أون لاين ويقوم بزراعتها ، أو أن يطلب أحد المتطوعين 
من البرنامج ليزرعها له ، كل تلك الإجراءات سهلت تنفيذ البرنامج بالطبع .


نجاح فاق كل التوقعات

أكد لانجر أن إستجابة المجتمع للحملة كانت هائلة وفاقت كل التوقعات ، حيث وصل عدد الزهور التي وفرت للنحل لـ 65 مليون زهرة برية ، على مساحة 1300 هكتار بينما كان المطلوب 50 مليون زهرة فقط .
وقد أثبت المشروع ما يمكن أن يحققه المجتمع إذا ما تكاتف أفراده وعملوا سوياً ، مؤكداً أن الهدف في 2016 سيكون بالإضافة للإستمرار في زراعة الزهور لإطعام النحل ، هو توسيع قاعدة المشاركة والوصول لمزيد من الجماهير ، بالإضافة لزيادة نسبة التعليم للمشاركين ، والبداية ستكون مع طلاب جامعة نورث كارولينا الأمريكية ، حيث سيتم تنظيم رحلات ميدانية لهم لدراسة الملقحات على الطبيعة .
تابع أيضاً :


Author:

Facebook Comment